شبكة معلومات تحالف كرة القدم

المحسوبية تحرم مواهب كرة القدم المصرية من الانضمام للأندية الكبرى << مالتيميديا << الصفحة الرئيسية الموقع الحالي

المحسوبية تحرم مواهب كرة القدم المصرية من الانضمام للأندية الكبرى

2025-10-18 04:54:35

في أزقة القاهرة الشعبية، يحلم آدم البالغ من العمر سبع سنوات بأن يصبح نجماً عالمياً في كرة القدم. لكن طموح هذا الطفل يواجه عائقاً كبيراً يتمثل في نظام المحسوبية الذي يسيطر على الانضمام للأندية الكبيرة في مصر.

قصة آدم ليست فريدة، فهناك الآلاف من الأطفال الموهوبين الذين يلجؤون إلى الملاعب الشعبية بسبب عدم قدرتهم على دفع مبالغ طائلة تصل إلى 300 ألف جنيه كاشتراك أولي في الأندية الكبرى، بالإضافة إلى 30 ألف جنيه سنوياً للتجديد.

والد آدم يدفع 300 جنيه شهرياً فقط لتدريبه في إحدى الساحات الشعبية بالجيزة، معبراً عن أمله في أن يلعب ابنه يوماً ما في نادي الزمالك ثم ينتقل إلى ريال مدريد. لكنه يعترف بأن الفارق في الفرص والإمكانيات بين الساحات الشعبية والأندية الكبيرة كبير جداً.

خالد، وهو أب آخر، يحكي معاناة ابنه أسامة (14 عاماً) الذي تجاوز جميع الاختبارات في نادي الزمالك، إلا أن المسؤولين طلبوا منه العودة في العام المقبل دون أي سبب واضح. محاولاته في الأهلي والمقاصة وطامية باءت جميعها بالفشل، لأن الأندية -حسب قوله- “لا يختبرون إلا معارفهم”.

مسوق لاعبين كشف للجزيرة نت أن نظام المحسوبية يتحكم في 90% من عمليات اختيار اللاعبين الشباب، حيث يتم بيع آلاف استمارات الاختبار بما قيمته 50-100 جنيه للاستمارة، بينما يتم اختيار اللاعبين بناء على علاقات وليس على الموهبة.

بعض الأندية مثل الأهلي وإنبي تمنح فرصاً أكثر للاعتماد على الموهبة الحقيقية، لكنها تبقى استثناءً في نظام يعاني من الفساد. حيث يحصل بعض المسؤولين على هدايا مقابل ضم لاعبين حتى لو لم يكونوا مؤهلين، ثم يتم استبعادهم بعد أشهر بحجة تراجع المستوى.

هذه الممارسات تحرم الكرة المصرية من مواهب حقيقية يمكنها أن تصل إلى العالمية، كما فعل محمد صلاح الذي واجه نفس المشكلات في بداياته. دون حل جذري لهذه المعضلة، ستستمر أحلام آلاف الأطفال مثل آدم وأسامة معلقة بين أزقة القاهرة الشعبية.